جارب على مادة عضوية تمتص الماء وتحتفظ به وتزيد نمو المحاصيل في الأراضي الرملية
نجحت دولة الامارات في تحسين انتاجية الاراضي المزروعة وتقليل اهدار الماء من خلال استخدام مادة الـ«سانوبلانت»، وهي مادة عضوية طبيعية قادرة على امتصاص الماء وحفظه، بخلط نسب منها في التربة. وقد اجريت في اطار برنامج استمر بين عامي 2001 و2004، تجارب عديدة على هذه المادة في مناطق مختلفة وفي ظروف متباينة، اظهرت جميعا نتائج واعدة، ستغير من المفاهيم التقليدية عن الزراعة في الاراضي الرملية.
وفي اطار الاهتمام الشخصي الذي يوليه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة لكل الافكار الجديدة، اجريت تجارب على مادة السانوبلانت في زراعة المسطحات الخضراء، وذلك في موقع قصر البحر بأبوظبي، حيث مقر الاقامة الرسمي لرئيس دولة الامارات. وقد اشرف على التجارب الدكتور.........
نبيل بدوي الاستاذ في جامعة فينا والمهندس الزراعي عبد الله الحوسني من الدائرة الخاصة لرئيس دولة الامارات.
و يقول الدكتور بدوي في حديث مع «الشرق الأوسط»، ان المادة كانت قد اكتشفت منذ عدة سنوات في الطبيعة في الاراضي النمساوية، وذلك في اطار أبحاث علميه بجامعة فينا للزراعة ومعهد حفظ وحماية البيئة بالنمسا. ونتيجة لتلك الأبحاث تم الوصول إلى المادة المعدنية العضوية السليكاتيه الطبيعية «السانوبلانت»، التي تخلط بالتربة وتعمل على حفظ الماء والسماد والعناصر المغذية للنبات ومنع تسربه للمياة الجوفيه، مما يؤدي الى تخفيض كميات مياة الري اللازمة للنبات، وبذلك تقل تكاليف المياه والعمالة اللازمة للمناطق المزروعة، وحماية المياه الجوفية من التلوث. ويشكل هذا النجاح خطوة هامة في سعي دولة الامارات لزيادة مساحة الأرض المزروعة فيها، وفي الحد من تناقص المساحة المزروعة بسبب التصحر الناتج عن قلة المياة او تنقل الكثبان الرملية وايضا الزحف العمراني عليها في المستقبل. وحسب الدكتور بدوي فإن التجارب اظهرت ان إضافة السانوبلانت إلى الأراضي الرملية يؤدي الى زيادة قيم المسامية الكلية خاصة المسامات الدقيقة والمتوسطة، كما يؤدي الى زيادة السعه الحقلية وزيادة قوة حفظ الأرض للماء، وزيادة قيمة الماء النافع للنبات وزيادة النمو النباتي الجذري والخضري، ومنع تسرب السماد إلى المياه الجوفية.
ولتحقيق المزايا المذكورة يتم تغليف حصوة من الرمل أو الطوب أو اللافا بعرض 2 إلى 4 ملم، بغلاف رقيق من السانوبلانت «سانوبلانت سو بسترات» لاستعمالها في الأراضي الطينية والرملية، أو تغليف حصوة خفيفة بعرض 1 إلى 2 ملم بغلاف سميك من مادة السانوبلانت «سانوبلانت كونسنترات» والتي تستعمل في الأراضي الرملية فقط. ولاختبار مادة السانوبلانت تم تنفيذ تجربه لزراعة أراض رمليه بالشمام، لمقارنه الزراعة باستخدام السانوبلانت «سانوبلانت كونسنترات» مع الزراعة التقليدية. وقد تم تنفيذ هذه التجربة من خلال التعاون بين دائرة بلدية ابوظبي «قسم الزراعة» وجامعة الزراعة معهد حفظ وحماية البيئة في فينا. واظهرت التجربة تأثير مادة السانوبلانت على انتاج الشمام، حيث ارتفع عدد الثمار بقدر 13% كما زاد وزن الانتاج بقدر 23.6% في حالة الري بنصف كمية المياه المعتادة أي 2 لتر /يوم/ نبات. وعند تخفيض كمية مياه الري الى لتر واحد في اليوم ومقارنتها مع الزراعة التقليدية ارتفع الانتاج بقدر 66.8 % وزادت عدد الثمار بقدر 30.9 %. و هذا الأسلوب التكنولوجي الجديد في الزراعة يساهم في توفير 50 % من المياه المستخدمة في الزراعة ويحقق عائدا مجزيا للمزارع وللاقتصاد القومي للبلاد. ولا يعتبر استخدام تكنولوجيا السانوبلانت الحافز الرئيسي لضمان زيادة الجدوى الاقتصادية للزراعة في المناطق الصحراوية والرملية فحسب، بل من ناحية أخري، فان الفائدة الأكبر لها تتمثل في ضمان الحصول علي الجدوى الاقتصادية المرجوة من استصلاح كافة المساحات الرملية والصحراوية لتستخدم في الزراعة.
المصدر : جريدة الشرق الاوسط 19-5-2004